تراباتوني يتذكر موقفه التضامني مع جدانسك قبل مباراة امام اسبانيا ببطولة اوروبا
لم يكن الامر مجرد مدعاة للفخر الكروي فقط عندما حضر جيوفاني تراباتوني المدرب الحالي منتخب ايرلندا لكرة القدم الى بولندا بفريق يوفنتوس الايطالي الذي كان يعج بالنجوم ليواجه ليشيا جدانسك في عام 1983.
وكانت بولندا خاضعة لهيمنة الاتحاد السوفيتي السابق واصبحت انذاك مدينة جدانسك الساحلية معقل كتلة تضامن وهي اتحاد عمال النقابات المستقلة المناهض للشيوعية والذي نشأ بين العاملين في احواض بناء السفن المختلفة بالبلاد ولا يزال يسيطر على الساحة حتى الان.
وفي ظل منع المظاهرات الحاشدة اصبح فريق ليشيا وسيلة من الوسائل النادرة للتعبير بالنسبة الجماهير واغلبيتهم يعمل في احواض بناء السفن والتي جعلت من جدانسك اكثر الموانىء البحرية اهمية في اوروبا.
الا ان تراباتوني احد اعظم المدربين الايطاليين زار المدينة برفقة يوفنتوس الذي كان قد فاز 7-صفر في المباراة الاولى امام ليشيا في بطولة كأس الاندية الاوروبية ابطال الكؤوس وذلك على عكس مجريات الاحداث.
وحول ليشيا الذي فاز بكأس بولندا في العام السابق لذلك مباراة الاياب الى مادة للفخر الوطني مبديا نوعا من التحدي للسلطات المتشددة.
وتقدم ليشيا 2-1 وعلى الرغم من خسارته 3-2 بعد أن سجل النجم البولندي انذاك زبجنيف بونيك هدفا ليوفنتوس ظلت تلك المباراة راسخة في تاريخ المدينة.
وابتسم تراباتوني (73 عاما) عندما طلب منه تذكر تلك الامسية التي تحول فيها يوفنتوس الى جزء من القصص الشعبية لجدانسك.
وقال المدرب الايطالي اثناء اعداده لمنتخب ايرلندا لخوض مباراة صعبة امام اسبانيا المدافعة عن اللقب الاوروبي غدا الخميس ضمن منافسات المجموعة الثالثة على نفس الملعب وهي مهمة لا تقارن على الاطلاق بما واجهه هؤلاء الذين صارعوا من اجل حرية بولندا وتحريرها من قبضة الشيوعية "اتذكر هذا اللقاء جيدا ولدي حنين دائم لبولندا."
واضاف "اشعر بان بولندا هي بلدي الثاني من وجهة نظر كروية. حضرت الى جدانسك عقب وقت قصير من الحرب العالمية الثانية ثم مع يوفنتوس لخوض هذه المباراة عام 1983."
وتابع
"اتذكر الاجواء جيدا. كانت مناسبة رائعة. كنت قد تعاقد مع بونيك وهو لاعب في غاية الاهمية بالنسبة لبولندا في ذلك الوقت لذا فقد ارتبطت ببولندا."