ماتت قبل ظهور نتائج التجارب المعملية
العالم مصطفى السيد: سرطان زوجتي دفعني لابتكار علاجه بالذهب
مسيرة علمية
العالم المصري مصطفى السيد نال أرفع وسام في الولايات المتحدة
لم يكن يعلم العالم المصري د. مصطفى السيد الحاصل على أرفع وسام علمي في الولايات المتحدة أن إصابة زوجته بمرض السرطان ستكون نقطة انطلاقه نحو العالمية.
أوضح العالم المصري أن مرض زوجته بالسرطان دفعه للبحث عن علاج للمرض، حتى توصل إلى إمكانية استخدام تكنولوجيا "النانو" أو "المتناهيات في الصغر" لعلاج الأورام السرطانية، من خلال الاستعانة بجزيئات الذهب، بحسب مقابلة مع فضائية الحياة المصرية.
وتحدث العالم المصري -في وقت سابق- عن تكنولوجيا "النانو"، موضحا أن أي مادة حينما نفتت جزيئاتها لتصبح بحجم النانو (سمك شعرة الإنسان الواحدة توازي خمسين ألف نانو ميتر)، تختلف خواصها، ومن ثم تتعدد استخداماتها، موضحا أن الذهب من هذه المواد التي تتغير خصائصها عند تفتيتها، فهو كعنصر لا يتفاعل مع أي شيء كيميائي.
ولكن بتفتيته عبر تكنولوجيا النانو، تتميز جزيئاته متناهية الصغر بصفتين هامتين تساعدان بشكل كبير في علاج الأورام السرطانية:
الأولى: أن قطع الذهب الصغيرة تعكس الضوء بشدة، وبالتالي حينما تلتصق جزيئات الذهب بالخلايا المصابة بالسرطان، نجدها تحت الميكروسكوب تلمع وتعطي ضوءا، فيسهل رؤيتها وتمييزها عن الخلايا السليمة.
الثانية: أن قطع الذهب تمتص الضوء بشدة، وحين نسلط ضوء الليزر على الخلية المصابة، فإنها تمتص الطاقة الضوئية وتحولها لحرارة تقتل الخلية السرطانية، ومن ثم نتخلص منها نهائيا.
وتم تطبيق هذه النتائج بمشاركة الدكتور أيمن السيد -نجل الدكتور مصطفى- أستاذ جراحة الأورام بجامعة كاليفورنيا، على خلايا سرطانية من حيوانات التجارب، حيث لم يتم تجريبها على البشر حتى الآن.
وعلى رغم أن هذه النتائج التي توصل إليها العالم المصري كانت سببا في أن ينال "قلادة العلوم الوطنية"، وهي أرفع وسام أمريكي في مجال العلوم عام 2007م، إلا أن زوجته توفيت قبل تطبيق هذه النتائج على البشر بعد حوالي خمس سنوات من إصابتها.
مسيرة علمية
وبدأ الدكتور السيد، الذي تخرج من كليه العلوم عام 1953م، بترتيب الأول على الدفعة، مشواره نحو العالمية بعد قراءته إعلانا صغيرا في جريدة "الأهرام" المصرية عن منحة من أستاذ في ولاية فلوريدا الأمريكية للدراسة في الولاية.
تقدم السيد للحصول عليها وحصل عليها بالفعل، وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1954، وكان في نيته العودة والاستقرار في مصر بعد حصوله على الدكتوراه، وذلك الذي لم يتحقق حيث تزوج من فتاة أمريكية وقرر أن يكمل حياته في الولايات المتحدة.
سعى هو وزوجته للعودة إلى مصر، وهو ما لم يحدث أيضا، على رغم تقدم زوجته بأكثر من مائتي طلب للالتحاق بعمل في مصر، وذلك لرفض مصر للأجانب في ذلك الوقت -الستينات وبداية السبعينات-.
لكن بقاءه في أمريكا كان فرصة ليدرس في عديد من الجامعات المرموقة بالولايات المتحدة، مثل ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأخيرا معهد جورجيا للتكنولوجيا، حيث يتربع على كرسي جوليوس براون هناك.