ناجيات من سرطان الثدي يعرضن تجاربهن في مصارعة المرض وينصحن بالفحص المبكر

عمان - احمد النسور -لم تكن تتوقع ليلى عطالله (50) عاما متزوجة ولديها (3) أبناء ان الشد العضلي والألم الخفيف في الجهة العلوية من الكتف الايمن ووجود كتلة بحجم (3) سم ان يكون كتلة سرطانية في الثدي في المرحلة الثالثة .
وقالت عطالله وهي صاحبة مصنع للكيماويات «صدمت مرتين في هذه المرحلة عندما اكدت الفحوصات المتقدمة اني مصابة بسرطان الثدي والتشخيص الخاطىء من قبل الطبيب الذي كنت أراجعه « .
وكشفت عطالله في الحلقة الحوارية الإعلامية الأولى التي نظمها البرنامج الأردني لسرطان الثدي أمس مع ناجيات من سرطان الثدي ممن تحدين السرطان وتعالجن وشفين تماما ومثلن جميع الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية واماكن جغرافية مختلفة من المملكة ، كشفت ..انها قامت باجراء عملية استئصال للثدي المصاب ولا تزال تتلقى العلاج الكيماوي والشعاعي من السرطان .
وقالت «ان للأعلام دورا بارزا لتعرفي على المرض اكثر» .
وتطرقت إلى الدعم النفسي والمعنوي الكبيرين الذي تلقته من زوجها وابنائها وزملائها بالعمل في تجاوز محنة الإصابة ..ونصحت عطالله جميع السيدات وتحديد الطبيعيات باجراء فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي وان يجعلن هذه الثقافة سلوكا بمجتمعهن .
وقرر عدد من الناجيات بسرطان الثدي أمس في حلقة حوارية مع الإعلاميين وأطباء وعلماء دين ونفس واجتماع واباء وأبناء وأطفال وأصدقاء ان يشرعن النوافذ والشبابيك .. ويتحدين ويتحدثن عن إصاباتهن بالمرض منذ لحظة الشك وتاكيد الاصابة ورحلة العلاج المضنية وتعامل الاهل والازواج والمجتمع معهن .

وتعيش مها قلعجي (52) عاما حياة طبيعة مع سرطان الثدي الذي أصابها قبل (17) عاما وتعالجت منه وشفيت .
وقالت قلعجي «اصبت بسرطان الثدي عام (93) وكان عمري (34) عاما وظهر عندي بالثدي الايسر عن طريق الصدفة وانا اقوم باجراء فحص ذاتي لنفسي» .
واضافت «عندها راجعت الطبيب لمزيد من الفحوصات التي أكدت ان المرض خبيث فاجرى لي عملية استئصال كامل للثدي وبدات بعد ذلك بالعلاجات الاخرى.
وارجعت قلعجى اصابتها بالسرطان الى الضغوط النفسية وخاصة بعد وفاة والدتها والعامل الوراثي مشيرة ان والدتها توفيت بسبب سرطان الرحم ووالدها بسرطان الكلية واعمامها واخوالها اصيبوا ايضا بالسرطان .
ونفت قلعجي علاقة إصابتها بالسرطان وأنها لم تتزوج ، وقالت «لم تكن الإصابة عائقا في عدم زواجي» وارجعت ذلك الى القسمة والنصيب ..
واعترفت انها تعيش الان حياة طبيعية وتشترك بالعديد من مؤسسات العمل الخيري والتطوعي فضلا عن عملها بالسلك الدبلوماسي .
وكشفت قلعجي ان مرض السرطان عاد اليها مرة ثانية عام (99) ولكن في منطقة اخرى في (الكبد) وتؤكد انها لا تزال تتلقي العلاج حتى الان وان الاطباء استأصلوا (60%) من كبدها .
وارجعت ظهور السرطان مره ثانية في جسدها الى الى اصابتها بسرطان الثدي الذي ساعد على انتشاره مره ثانية .
وتتذكر قلعجي زيارة السيدة لورا بوش عام 2005 لمركز الحسين للسرطان حيث قالت « اني اشكر واثني على شجاعة الاردنية مها قلعجي التي كسرت حاجز الصمت واعلنت عن اصابتها بمرض السرطان وتحدت الوصمات والعنصرية التي من المتوقع ان تقع عليها « .
ولا يزال « سرطان الثدي» يتربع على قمة أكثر السرطانات انتشارا في الأردن وتحديدا لدى فئة الإناث... ووفق أرقام السجل الوطني للسرطان التابع لوزارة الصحة وصل عدد الإصابات المكتشفة لدى الإناث العام الماضي ( 904 ) إصابات فيما بلغ عام 2008 (855) إصابة .
وتؤكد معطيات أرقام «السجل» إن متوسط عمر إصابة الإناث بسرطان الثدي تتراوح بين ( 45 - 50 ) عاما فيما في الغرب فان متوسط عمر الإصابة بالسرطان تتراوح بين( 60 - 65) عاما .
وتوقع مدير الإمراض غير السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الطراونة في تصريحات سابقة له إن يزيد اكتشاف إصابات سرطان الثدي خلال (10) سنوات المقبلة وان يصل عدد الحالات المكتشفة سنويا إلى (1355) إصابة عازيا ذلك إلى زيادة تنفيذ برامج تثقيفية وتوعوية لإجراء الكشف المبكر عن سرطانات الثدي لدى الإناث .
وفي الحوار مع الناجيات وأزواجهن وأسرهن واللواتي زاد عددهن عن (15) ناجية وإعلاميين قالت المدرسة فايزه الزبيدي «ان اكبر دعم تلقيتة بعد تشخيص اصابتي بالسرطان كان من قبل زوجي وأختي» .
وقالت «ان الصبر على المرض وتحمله ابتلاء وامتحان من الله وان الدعم النفسي من زوجي كان نصف العلاج» .
وأوضحت الزبيدي انها شعرت بوجود كتلة في صدرها عام 2003 وتم تشخيص والكشف عن الورم في العام الذي يلية بعد ان بدا يكبر حجمه واكدت انها تعالجت من المرض وصارت من الناجيات.
وتؤكد شفاء قدورة انها اصيبت عام 2005 ولم يقدم لها احد في حينة النصيحة بان تراجع الطبيب او تسال عن سبب ظهور كتلة دهنية في ثديها ، وبالصدفة تعرضت الى حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وقررت اجراء الفحص الذي اكد اصابتها بالسرطان .
وترجع سبب شفائها الى الاعلام والحملات التثقيفية عن المرض .
ولم تخف الناجية ربيعة الشمري خجلها عندما قالت ان سبب انفصالها عن زوجها هو أصابتها بسرطان الثدي الذي عندما علم به قرر الانفصال عنها واحتضانة للأولاد .
وقالت» لم يهزمني قرار زوجي المتسرع او المرض وحتى عنف المجتمع فعلى العكس فان الإصابة أعطتني القوة والعزم على العمل والكفاح وحضن أولادي والإنفاق عليهم الى ان خرجتهم من الجامعات فضلا عن تأسيس مشروع تجاري خاص بي انفق منه على نفسي وأسرتي «.
ويعود تنفيذ حملات منظمة للبرنامج الأردني /سرطان الثدي الفضل في حث السيدات على أجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي حيت تم اكتشاف (18) إصابة سرطان ثدي بفضل البرنامج لدى فتيات لم تتجاوز أعمارهن (22-29) .
ونجح البرنامج مؤخرا في خفض نسبة المصابات بسرطان الثدي في المرحلتين( الثالثة والرابعة) الأشد خطرا من 70 % قبل تنفيذ البرنامج إلى 35 % بعد مرور (3) سنوات على تنفيذه.
وتؤكد رئيسة وحدة الثدي بمركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة ان 80% من الكتل التي تظهر بثدي السيدات تكون حميدة مطالبة جميع السيدات وخاصة بالفئة العمرية فوق (34) عاما باجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي دوريا وان لا ينتظرن ظهور علامات الاصابة لديهن .
وطالبت السيدات بالمشاركة بحملات «الكشف» مؤكدة ان الهدف منها هو رفع مستوى الوعي لدى السيدات الأردنيات بأهمية العمر كعامل خطورة أساسي للإصابة بسرطان الثدي وخاصة عند بلوغ سن (34) عاما فما فوق حيث توضح الدراسات العالمية أن بلوغ سن الأربعين يضاعف خطورة الإصابة بسرطان الثدي.
واكدت قتيبة ان اجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري للكشف المبكر عن السرطان وخاصة في المرحلتين الأول والثانية يؤدي إلى زيادة نسبة الشفاء إلى أكثر من 95 % .
وتطرق خبير علم الاجتماع بجامعة البقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي الى نبذ الوصمة والشفقة من المجتمع تجاه المصابة بسرطان الثدي .
وقال «لا يزال المجتمع بما لديه من مخزون الموروثات الاجتماعية والمعتقدات الخاطئة والجهل وعدم التثقيف والاطلاع والمتابعة يتوارث هذه السلبيات عن مرض سرطان الثدي، ويؤثر الوصم والتمييز في النساء المصابات بالمرض بشكل سلبي فيترك آثارا بالغة على وضعهن النفسي وعلى من حولهن، وكذلك يؤثر في وضعهن الأسري والاجتماعي والاقتصادي.
وقال «يعتبر جهل الأفراد بالمرض والعلاج أكبر عامل خطورة في تزايد عدد الإصابات به في مراحل متأخرة ويجب التوعية تجاه ارتفاع نسبة الشفاء من المرض في حال الاكتشاف المبكر، وأن المرض مثله مثل باقي الأمراض، والتسلح بالعزيمة والإرادة القوية ومتابعة العلاج أقوى سلاح لقهر المرض والشفاء منه».
وتؤكد الباحثة في شؤون المرأة في الخطاب الاسلامي الدكتورة دعاء فينو ان الاصابة بالمرض إبتلاء وكذلك الجهل .
وقالت إن ابتلاء سرطان الثدي لا يصيب امرأة وحدها، بل يصيب العائلة ثم يمتد همه إلى مجتمعنا رافضة التمييز ضد المصابة بالمرض.